الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة سقوط الترجي البطل يثير الجدل: ما جزاء الاحسان الا الاحسان...

نشر في  08 ماي 2014  (12:42)

انكشف عشية أمس الجزء الأول من مثلّث برمودا بتأكد سقوط نادي قرمبالية الرياضية الى الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم في انتظار البوح عمّا تبقى من اثارة عنوانها الملعب التونسي والجريدة الرياضية بتوزر والأولمبي الباجي في أمسية هيتشكوكية تنحبس لها الأنفاس منذ الأن قبل حلول أوانها الفعلية عشية الثلاثاء القادم لكشف النقاب عما تبقّى من غموض.
في مقابل حصاد الأمس، تسنّى لكلّ من نادي حمام الأنف والاتحاد المنستيري ضمان البقاء بعد فوزهما تباعها ضد الترجي الرياضي والمستقبل الرياضي بالمرسى..وبالعودة الى الشطر الأول لشرط بقاء "الهمهاما" بهزمها للترجيين، فقد انفجر جدل كبير في الأوساط الرياضية قد يبدو من الحيف تناسيه أو المرور عليه بلا تمحّص ولا انتباه كما عمد الى ذلك الكثيرون...
واذا ما كان من حقّ نادي حمام الأنف أن "يتطاول" على الترجي لفكّ نقاط الفوز وضمان البقاء بعد القبوع في منطقة الخطر، فان العثرة الأولى للترجيين لحساب العام الحالي (2014) أثارت سيلا كبيرا من التعاليق والتأويلات خصوصا أن أوان حدوثها فاجأت الجميع بعد تعثر "البطل" وتخلّيه عن جلباب الكبرياء سريعا ثلاثة أيام عقب التتويج وكسره لسلسلة ايجابية عالمية فاقت العشرين لقاء بين أولمبي سوسة وباماكو ونيروبي والدربي وصفاقس وغيرها من المحطات العسيرة التي تخطاها ترجي كرول بثبات قبل ترجّله على القاع في ملعب الشادلي زويتن...
كثيرون هم من تحدّثوا عن الأعراف والمواثيق التي "تنصّل " منها الترجي في وقت انتظروا منه قليلا من الاستبسال والجدية في مواجهة نادي الضاحية الجنوبية..ولكن السقوط الحرّ أداء ونتيجة ثم التخلّي دفعة واحدة عن تسعة لاعبين أساسيين كلّها عوامل ألّبت الجماهير الرياضية من شمال البلاد الى جنوبها بسبب ما وصف باستسهال ترجي مفضوح (حتى لا نورد وصفا أخر) في التعامل مع منافس قاتل من أجل تفادي النزول بيد أنه لم يكن يدر بخلده أنه سيلاقي منافسا ليّنا بمثل تلك الهشاشة التي سمحت لفهمي بن رمضان ورفاقه بتكسير عقدة تاريخية امتدت على ثلاثة عقود من الزمن...
ولئن ربط البعض ذلك بمتانة العلاقة خارج أسوار الملاعب بين رئيسي الفريقين ونعني بهما حمدي المدب وعادل الدعداع خاصة أن هذا الأخير لم يتوان مرارا في الظهور في تمارين الترجي بحديقة المرحوم حسان بلخوجة..علاوة على أن منجي بحر أشهرها علنا في مرحلة الذهاب حين تحوّل الى المتلوي لمناصرة الترجي في وقت انهار فيه نادي حمام الأنف يومها بالأربعة في أولمبي سوسة..وبذلك يمكن القول ان المدّب طبّق القول الشهير "ما جزاء الاحسان الا الاحسان"..
أجل هذه كلها ارهاصات طفت على سطح الأحداث وتداولتها صفحات وجماهير عديد الفرق التي لم تستسغ طريقة تعامل الترجي مع لقاء مصيري يتعلّق أساسا بصفات وأخلاق البطل للقطع مع كل الشكوك والشبهات بقطع النظر عن استبسال الهمهاما في الدفاع عن بقائها وهذا حقّها المشروع طبعا...
التأويلات لم تنته عند هذا الحدّ طالما أن هناك من قال ان الترجي تخلّص عشية أمس من "عقدة أوديب" التي لازمته طويلا حين ساهم منذ نحو خمس عشرة سنة في نزول نادي حمام الأنف الى القسم الشرفي انذلك حين هزمه رفاق طارق ثابت..هذا دون أن ننسى تبعات الاعتداء على صابر خليفة في مواجهة "قصّان الضو " الشهيرة ذات أفريل من العام 2010...
كل هذه التطوّرات والتراكمات المتضخّمة ككرة الجليد في طقس ملتهب ببلادنا تماما كما هي أجواء القاع في أسفل الترتيب، ما كنا لنشير اليها لولا هذه المعطيات التي طفت على سطح الأحداث وذكّرت الكثيرين بما ردّده خليل شمام منذ سنة على هامش مواجهة الختام التي كان الترجيون ينتظرون خلالها انجازا تاريخيا من الجار اللدود وهو الافريقي في تنقله الى صفاقس قصد ايقاف عدّاد النادي الصفاقسي وتحويل وجهة اللقب، ويومها قال شمام تعقيبا على خسارة الافريقي "كي نخزر لوجهي في المراية نعرف روحي راجل" في ايحاء واضح للاعبي الافريقي..وعلى دربه سار الجزائري عنتر يحيى الذي لم يتردد في القول صراحة انه ينتظر لقاء رجوليا من رفيقي دربه خالد لموشية وعبد المومن جابو انذاك لقيادة الافريقي الى الفوز في صفاقس..وهذا ما لم يحصل يومها...
الترجي وكما ألقى اللائمة على غيره فانه يجب أن يتذكّر أن التاريخ سيحفظ له للأسف هذا التراخي الحاصل الذي لمّح له مساء أمس رياض البوعزيزي في "بلاتوه" الاربعاء الرياضي ولكنه لم يلق هوى في نفس مقدّم الحصة...
الترجي عاش وللتاريخ على ايقاع مشاكل رهيبة منذ أربع سنوات تحديدا حين ساهمت هزيمته في المنزه ضد أمل حمام سوسة في بقاء زملاء باشوش في الناسيونال مقابل سقوط الاتحاد المنستيري وهذا ما أغضب "ابن البلد" فوزي البنزرتي الذي زمجر وهرب لأيام..ومن حسن الحظ أن كرول (الذي تشدّق مرارا بتعامله الاحترافي كان قادرا على فعل أي شيء وهو الذي على علم بما يحاك في الكواليس وتغيير التشكيلة في حجة مردودة على أصحابها بما أنه كان بامكان الترجي اعفاء ركائزه الأساسية في لقاء المرسى القادم قبل مواجهة سطيف القارية) ليس تونسي الأصل والنشأة والاّ لحصل المحظور..هذا ما جرى وأفسد نكهة التتويج بفعل "سقطة" لا يقبلها تاريخ ناد كبير بعراقة "المكشخة"...


طارق العصادي